الاثنين، 1 ديسمبر 2014

مجموعة قصصية
مجموعة قصصية
الفئة الأولى تخاطب الأطفال
القصص الخمسة المشاركة في المسابقة

ü القصة الأولى بعنوان   (أحلام هناء )
ü القصة الثانية بعنوان   (وعود كاذبة)
ü القصة الثالثة بعنوان ( قيم تسير )
ü القصة الرابعة بعنوان ( بدر البدور )
ü القصة الخامسة بعنوان ( قطة مها )


بقلم
سمر علي كامل نزال
مارس 2012م



(( أحلام هناء ))


بينما كانت هناء ابنة السابعة ربيعا  تكتب واجباتها , فإذا بصوت من النافذة يناديها تركت هناء الواجب وذهبت لتتبع الصوت لم تأب بنداءات والدتها المتكررة ,انقادت للصوت وتبعته بغير هدى  وبينما هي تسير وقفت فجأة فقد أرهقها المسير تلفتت وراءها فلم تجد أثرا لبيتها أو حتى بيت جيرانها لم تر أي أثر للبنيان أيقنت أنها ابتعدت كثيرا عن بيتها جلست في ظل شجرة كبيرة وبدأت بالبكاء الشديد  إلى أن نامت ..وبينما هي في سباتها العميق إذا برجل كبير يقف بجانبها يهز كتفها ويناديها برفق استيقظي يا ابنتي فليس هذا مكان آمن للنوم استيقظي ..فتحت هناء عينيها لترى أمامها رجل عجوز بلحية بيضاء وملابس بيضاء يمسك عصا بيده  يردد ما الذي أتى بك إلى هنا يا ابنتي ؟؟نظرت هناء حولها لتتذكر أين هي وقفت تركض يمنة ويسرة ذهبت من هنا يمينا ثم عادت حيث كانت ذهبت يسارا راكضة تلتفت  محركة رأسها يمينا ويسارا لا أثر لأحد عادت تجر أذيال الخيبة عادت لشجرتها باكية ..ردد العجوز أسئلته لها ما الذي جاء بك إلى هنا يا ابنتي ؟؟ نظرت هنا إلى العجوز وشرعت بالبكاء ... وأصبحت تردد أريد أمي أريد أبي أريد إخوتي ..أصبحت تنادي وتبكي ..حاول الرجل العجوز تهدئتها ولكن باتت محاولاته بالفشل ..أدار الرجل العجوز ظهره .. وبدأ بترك المكان ..عندما أدركت هناء أن الرجل تاركها التفتت إليه وأصبحت تنادي عليه ..عماه عماه إلى أين ذاهب لا تتركني هنا وحيدة ..الشمس بدأت بالمغيب وأصوات الطيور بدأت تزداد لتعلن عن ذهابها للنوم كم أنا خائفة ...عاد العجوز إلى الطفلة سائلا إياها عن سر تواجدها في هذا المكان الغريب .. فقالت له عن الصوت الذي سمعته يناديها من نافذة حديقتها ...فتعجب العجوز من استجابتها السريعة للنداء فردت هناء والدموع تكسو وجهها ليت أنني استمعت لأمي لقد كانت تناديني ولكني ما استمعت لها ...غابت الشمس وبدأ الليل ينشر ستائره على الكون الفسيح ازداد خوف هناء وقالت في نفسها كيف جئت إلى هنا وأين سأذهب " بدأ الخوف يسيطر عليها وأصبحت ترجف وترجف ..قال لها الرجل العجوز هيا معي فردت هناء أين ستأخذني قالت لي أمي ألا أذهب مع الغرباء وأنا لا أعرفك ؟؟فرد العجوز مستغربا .أما قالت لك أيضا لا تتبعي الأصوات الغريبة أيضا كما فعلت الآن ..شعرت هناء بتأنيب الضمير ..ورددت في نفسها ليت أنني ما فعلت ..ثم نظرت للرجل العجوز قائلة له أرجوك يا عماه أعدني إلى أمي أريد العودة إلى بيتنا . فرد العجوز مستغربا . أنا أصلا لا أعرف من أين جئت ..وكيف وصلت إلى هنا؟ كل ما أعرفه أن هذه مملكتي وأنا هنا الحاكم فيها ..وكل من يعصى أوامري سيلقى جزاء سيئا وسيكون مصيره هناك انظري إلى هناك نظرت الفتاة حيث يشير العجوز فوجدت بيتا على قمة الجبل ..فرددت ما ذلك المكان وكيف يصل الناس إليه ..ردد العجوز ضاحكا ..هذا السجن فقط لمن يخالف أمري أو يتقاعس عن عمله فنحن هنا نعمل بجد وإخلاص ولا مكان عندنا لمن يعبث ويلعب ..تذكرت هناء نصائح والدتها لها ففي كل صباح يوم جديد تردد الأم يا أبنائي هذا يوم جديد لابد من العمل  ولا للكسل  ..حبيبتي يا أمي نعم كنت لا أحب العمل ولا أحب النصائح ولكنني الآن أحب كل شيء ‘لا أن أبقى في هذا المكان الموحش ..خير العجوز الفتاة هناء أن تسير معه أو أن تبقى هنا لتكون طعاما شهيا للوحوش ..طبعا اختارت هناء السير معه ..سارت معه على حذر تنظر يمينا ويسارا ..لا تعرف أين تسير فقط هي تنطلق مع العجوز ولكن إلى أين لا تدري ...وبعد لحظات وجدت نفسها تدخل قلعة كبيرة كبيرة جدا أبهرها جمالها والمصابيح المنتشرة فيها..قادها إلى إحدى الغرف الكبيرة وجاءته إحدى النسوة لتنفذ أوامره ..خذي هذه الفتاة واسهري على راحتها إنها فتاة غريبة وجدتها في الغابة نائمة تحت شجرة التين الكبيرة ..هزت الجارية رأسها بالسمع والطاعة..دخلت هناء الغرفة وعلامات الدهشة مرسومة على وجهها أفي حلم هي أم على أرض الواقع ..امتلأت الغرفة بالألعاب التي تحبها ..مرتبة على الأرفف الجميلة ..وعلى يمينها مكتبة كبيرة ..مليئة بالقصص الملونة والمتنوعة..ودفاتر الرسم متعددة الأحجام وعلب الألوان متنوعة وجميلة ..وعلى يسارها خزانة كبيرة جدا فتحت الجارية الأبواب فإذا بالملابس المنسقة الألوان  المتنوعة...تملأ الخزانة جالت هناء ببصرها يمنة ويسرة لا تصدق ما تراه ..أما الأرفف فقد رصت الأحذية فيها  بطريقة لطيفة جميلة ..والأغرب أن الأحذية والملابس كلها بمقاسها وكأنها فصلت وخيطت لها .. شعرت هناء بالإرهاق الشديد فاتجهت إلى سريرها لتنعم بالنوم العميق نامت على سرير من الريش والحرير ..عندما وضعت رأسها على الوسادة رمت ببصرها إلى سقف الغرفة .فإذا به مزين بالبالونات والشرائط الملونة..تمنت وقتها ألا تنام ..فما تراه لا تراه حتى بالأحلام ..ولكنها كانت متعبة جدا فاستسلمت للنوم ..أغمضت عينيها ليرتسم في خيالها كل شيء جميل رأته في هذه الغرفة  الرائعة العجيبة ....وما هي إلا ساعات حتى استيقظت القلعة منذ الفجر للعمل ...فتحت هناء عينيها لتسمع أصوات العصافير مزقزقة ..جاءتها الجارية ممشوقة القوام بخفة وابتسام  بطعام الإفطار اللذيذ  ..وقدمته بهدوء بعد إلقاء التحية على الفتاة ..   فما إن رأته الفتاة حتى انقضت عليه فتناولته بنهم شديد , فقد كانت جائعة جدا ..وبعد انتهائها من طعام الإفطار قدمت لها الجارية الماء ثم رافقتها إلى الحمام لتنعم بحمام ساخن يوقظها ويضفي عليها الحيوية والنشاط , وما إن فرغت من الحمام الساخن حتى ناولتها الجارية المنشفة وأحاطتها بكل رعاية واهتمام ..وخيرتها أي الملابس ترتدي فلفت الفتاة الحيرة فيما تختار أتختار الفستان الأحمر أم الفستان الأخضر فهي تعشق اللون الأخضر ..لا لا بل اختارت اللون الوردي فقد لاءمها كثيرا ..حينها تمنت أن ترتديها كلها .ثم نسقت لون الحذاء ليناسب الفستان ثم اختارت الطوق الوردي الذي أحاطت بها شعرها الأسود الطويل وما إن وقفت أمام المرآة لتنظر عما أسفرت رحلة ارتداء ملابس الصباح حتى سمعت عصا الرجل العجوز تعلن تواجدها في المكان .. تقدم ا الرجل العجوز منها وقد ارتسمت علامات الإعجاب على محياه عند رؤية الفتاة بصورة غير التي رآها عليها بالأمس ..ابتسم لها ..ثم حياها ..وأتبع التحية بقوله:  هيا يا ابنتي إلى العمل ..ارتسمت علامات التعجب على وجه الفتاة قائلة في نفسها عن أي عمل تتحدث يا جدي ... فك العجوز رموز علامات الدهشة التي رسمت على الحاجبين والشفاة..وطلب منها  فقط أن تتبعه ..سارت الفتاة  بخطى ثقيلة متباطئة خلف العجوز التي كان يتكئ على عصاه رغم صلابة جسمه وحدة ملامحه إلا أنه كان يصطنع الابتسامة أمام الفتاة حتى لا تخافه ..ما إن خرجت الفتاة من القصر حتى هالها ما رأت ..دبت حركة الحياة في القلعة منذ الفجر ..الجميع يعمل ..بنظام وتعاون.. بجد واجتهاد.. بحب وسعادة.. الكل مبتسم.. الكل سعيد ..تعجبت كثيرا.. الابتسامة لا تفارق الوجوه .. الفتيات يزرعن بأنفسهن, والأخريات يحملن الماء لري المزروعات, وأخريات يجمعن ما يسقط من أوراق الشجر.. النظافة تنطق  في كل مكان.. والجمال يحيط بالمكان ..أذهلها الجد والاجتهاد مقرونا بالسعادة  تذكرت كيف تعمل طالبات مدرستها وقت الفرصة  يأكلن ويرمين القاذورات على الأرض .. يدرسن بإكراه ..يكتبن الواجب بتذمر.. دائمات العبوس ..يؤثرن الكسل والتشاؤم على الاجتهاد والتفاؤل ..جالت ببصرها هناك  فوجدت مجموعة من الفتيات يحملن السلال وقد ملئت بالفاكهة اللذيذة  وقد جنتها أيديهن من أشجار التفاح والبرتقال ..كانت هناء تتجول ببصرها في المكان لا تصدق ما تراه نادها العجوز ..فلبت النداء سريعا .. قال لها ما رأيك بما شاهدته يا بنية ..؟؟احتارت هناء وتعثرت الحروف في فمها بماذا تجيب ما تراه لا تراه إلا في الأحلام فرددت هناء بسرورها الشديد لما تراه ..قال لها العجوز استعدي لتنضمي إليهن منذ الغد ...انقلبت تعابير وجهها ..وصار إعجابها بما رأت مصدر قلق وحيرة لها ..قالت في نفسها ..كيف سأنظم إليهم وأنا لا أجيد شيئا ممن يفعلنه ....فردت هناء ولكني لا أعرف شيئا مما يعملن ..لا أعرف كيف أزرع؟ ولا أعرف كيف أحصد ؟ولا أعرف كيف أجني الثمار؟ ولا أعرف كيف أنظف المكان ؟..ولا أعرف ...قاطعها العجوز ..لا تحزني  فجميع الفتيات كن مثلك تماما لا يعرفن شيئا ثم تعلمن كل شيء لأنهن  أردن التعلم فالرغبة عندهن موجودة والإرادة قوية والمعلم موجود ..لا حيلة لك ..غدا سيبدأ الدرس الأول ..تذكري النوم مبكرا والاستيقاظ مبكرا والرغبة موجودة والإرادة قوية ..إذا النجاح حليفك ..ارتبكت هناء واختلطت الحروف في شفتها لا تعرف كيف ترد؟وبماذا تجيب ؟ نظرت حولها  الكل يعمل وهي لا عمل لها تردد في نفسها ولكني لا أحب العمل لا أحب التعب ما الذي جاء بي إلى هنا ...أخذت الجارية بيد هناء واتجهت بها إلى غرفتها ..ذهبت  لتستريح ..اختلط في بالها أمور كثيرة لا تدري من أين تبدأ كيف ستستقبل الغد ..؟؟استسلمت للنوم..بعد أن أغمضت عينيها بقوة . غطت رأسها بالملحفة ..نامت وهي تحلم بإيقاظ الجارية لها ولكنها لم تأت بعد .....ما هي إلا لحظات وأيقظتها كرة كبيرة  ارتطمت برأسها ..غطت رأسها بلحافها ..وإذا بيد قوية تشد اللحاف عن رأسها وصارت منازعة بين هناء والشاد هناء تكرر لا أعرف كيف أزرع ؟لا أعرف كيف أحصد لا أعرف كيف أنظف المكان ..ما إن انتهت من العبارات هذه حتى انفجر أخيها من الضحك ..ذهب أخوها مسرعا إلى والدته يناديها ليخبرها ما سمعه من أخته الصغرى هناء جاءت الأم مسرعة لتسمع ابنتها وهي تردد لا أعرف لا أعرف .. كشفت الأم الغطاء عن رأس ابتنها فوجدتها تسبح عرقا ..أيقظتها بهدوء وطلبت من أخيها أن يأتيها بالماء ..أسقتها الماء بيديها ومسحت وجهها بالماء وهدأت من روعها ..فتحت هناء عينيها .. حدقت في وجه أمها ..وكأنها تراها لأول مرة ..ثم ..أطلقت العنان لدموعها بالانهمار ..سقطت الدموع تباعا دون توقف.. مما أدهش الأم .احتضنت الأم ابنتها بيديها وأخذت تمسح رأسها وشعرها الأسود الطويل ..حتى أدخلتها في حظيرة الأمن والأمان ...أمهلتها لحظات ثم رفعت رأسها براحة يديها وسألتها بحنان .. ما يزعجك يا هناء ..ردت هناء أين أنا ؟؟أنت أمي أليس كذلك وهذا أخي عمر أليس كذلك ؟؟ ابتسمت الأم قائلة وهل تشكين في ذلك ؟؟نزلت هناء عن سريرها وهرولت إلى النافذة أمام دهشة والدتها ....نظرت يمينا ويسارا ثم يمينا ..جالت ببصرها كأنها تبحث عن شيء ما ..ثم عادت لتتفحص غرفتها ذهبت إلى خزانة ملابسها ..سألت أمها أين ملابسي يا أماه ؟ أين أحذيتي ؟ أين ..وقبل أن تكمل سيل أسئلتها ..قاطعتها الأم ..عدت لأحلامك من جديد يا هناء ... .. تحجرت هناء أمام سؤال والدتها وأصبحت تقلب عينيها دون تحريك لرأسها  همهمت في نفسها حقا هل كنت أحلم ؟؟رددت كنت أحلم ..كررت العبارة أولا بهمس ثم علا الصوت ليصبح زجلا ثم هتافا..ثم تهليلا وحمدلة....
ثم أردفت  قائلة لكن حب العمل يا أماه إذا توجته الإرادة والعزيمة مع الابتسامة سيكون ذا مردود رائع على الجميع ..لماذا لا نعمل بحب ؟؟متى سنزرع حديقتنا لماذا لا نتعلم كيف نزرع يا أماه لابد أن نعمل ..أمسكت هناء بيد أخيها  مرددة هيا هيا يا عمر لابد أن أعلمك كيف تعمل بحب؟ كيف نزرع ؟ كيف نلعب هيا نلعب ..خرجت هناء مسرورة سعيدة وتركت أمها تسبح في ذهول وتعجب ......... 













ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق